
لم يكن الحال مريحا لها فهي لم تتوقع بصيرة بشار ابدا، ولم تتهيأ للقائة، كانت أحاسيسها تعصف بها … تمنت لو أنها لم تأت
إلى ذاك الموضع وبنفس الزمان لم تكن باستطاعتها أن مغادرتة … أحست أن رجليها قد خذلتاها كليا ، ولم تطاوعاها على
الهرب ، فهنا في ذاك المقر يجلس حب وجودها في الدنيا على المقعد المقابل لها، هنا كان يجلس الرجل الأوحد الذي لديه
الإجابة عن كل اسئلتها وحيرتها ، هنا كان كل جميع الأشياء حلمت به … لسنين نظرت إلى منزله من منزلها
هذه الجدران التي تفصلها عنه ، وتخطتها ، وحظيت به، لسنوات جميلة ، وحملت بطفله بين أحشائها ، وأحست
الدنيا ، وبلحظه جاءت أريام ، وأخذته منها بجميع بساطه .
حالة الكتاب جيدة